Monday, November 26, 2018

الرئيس الراحل عبد الرحمن عارف

 عبد الرحمن عارف
نبذة مختصرة عن سيرته
(1968-1966)

عبد الكريم هاني


عبد الرحمن عارف وزوجته فائقة العاني في رحلة رسمية الى باريس على متن طائرة 
 الخطوط الجوية العراقية عام 1967


كان عبد الرحمن عارف عضوا في تنظيم الضباط الأحرار الذي تشكل في أواخر الأربعينيات من القرن الماضي والذي كان يخطط للإنقلاب على النظام الملكي لوضع حد لإبتعاد العراق عن الصف العربي وتبنيه المخططات البريطانية والأمريكية ولتحقيق الأهداف القومية والوطنية .

استطاعت القوات التي قادها أخوه عبد السلام عارف السيطرة على المواقع المهمة صباح 14 تموز عام 1958 وأذاع بنفسه وبتوقيعه كنائب للقائد العام للقوات المسلحة بيان الثورة الأول بإلغاء النظام الملكي واعلان الجمهورية وتعيين مجلس السيادة برئاسة الفريق محمد نجيب الربيعي وعضوية محمد مهدي كبة وخالد النقشبندي في تجسيد واضح للمشاركة الوطنية ولست أقول المحاصصة البغيضة وتعيين عبد الكريم قاسم رئيسا للوزراء وقائدا عاما للقوات المسلحة . وهكذا أصبح قاسم قائدا للثورة ورئيسا للوزراء ببندقية عبد السلام وبصوته وبتوقيعه أيضا مما ولد لديه عقدة أدت مع الوقت الى إحالة عبد السلام لمحكمة حكمت عليه بالإعدام ولكن الحكم لم ينفذ ، ثم إصدار قاسم العفو عنه بعد أكثر من ثلاث سنوات .  ساهم عبد الرحمن في تحقيق الثورة بالقوة التي كانت بأمرته وبقي في الموقع الذي يتناسب مع رتبته ولم يتأثر موقعه أو علاقته بعبد الكريم بما أصاب شقيقه عبد السلام حتى وصل الى قائد الفرقة الخامسة في آخر أيام قاسم .


رئيس الوزراء عبد الكريم قاسم (1958-1963)ا

عند الهجوم على قصر الرحاب حيث كان يسكن الملك فيصل الثاني ، قتل الملك والعائلة المالكة بصورة ما يزال يلفها الغموض بالرغم من مضي نصف قرن ، فقد ادعى الكثيرون بطولة تلك المجزرة في أول الأمر ولما هدأت الأمور وبدأ الشعور العام باستنكار ما حصل تبرأوا من الحدث وبدأوا بتوزيع الإتهامات وزالت حقيقة تلك المجزرة .

تحالف الضباط القوميون والبعثيون بعد خلافهم مع قاسم واستطاعوا السيطرة على الحكم واعدام قاسم في شباط 1963 وأصبح عبد السلام عارف رئيسا للجمهورية وأحمد حسن البكر رئيسا للوزراء وطاهر يحيى رئيسا لأركان الجيش ثم استطاع عبد السلام عارف بالتعاون مع القوميين استغلال الأخطاء التي وقع بها البعثيون والحرس القومي التابع له وأن يخرج البعث من السلطة في 18 تشرين الثاني 1963 فعين أحمد حسن البكر نائبا لرئيس الجمهورية لتهدئة البعثيين وعين طاهر يحيى رئيسا للوزراء وعبد الرحمن عارف رئيسا لأركان الجيش ، كما وأشرك القوميين في وزارة أنهت الخصومة مع الجمهورية العربية المتحدة وتبنت سياسة أكثر قربا منها وتضمن الدستور العمل على تحقيق الوحدة معها .


                     
 الرئيس عبد السلام عارف 1963-1966                                     الرئيس أحمد حسن البكر 1968-1979                         
                                                  
        
بعد مقتل عبد السلام عارف تعاون القوميون بضمنهم الناصريون مع بعض ضباط الجيش في إيصال عبد الرحمن الى رئاسة الجمهورية لقطع الطريق على عبد الرحمن البزاز وعلى عارف عبد الرزاق الذي كان 
عبد الحكيم عامر متحمسا لتأييده .


عبد الرحمن عارف (من اليمين) مع عبد الرحمن البزاز عام 1966

اشتهر عبد الرحمن عارف بالحلم والتسامح والتواضع وعفة اليد واللسان ، ولعل اجتماع هذه الصفات فيه بالإضافة الى ظهوره بعد شقيقه عبد السلام ذي الشخصية الجريئة والمندفعة حتمت المقارنة بين الإثنين وأدت الى ما انتقده البعض بالضعف وهذا غير صحيح . ولكن أحيانا كان ينقصه الحزم وسرعة الحسم .  ولعل هذا مضافا الى قصر حكمه الذي دام سنتين يفسر ندرة البحوث التي تؤرخ لعهده وشخصيته لأن أغلب البحوث تتجه نحو الأحداث الساخنة .

تحقق السلام داخل الوطن في عهد عبد الرحمن عارف والتوازن في علاقات العراق العربية ومع دول الجوار حيث زار إيران لتحسين العلاقات معها  ونجح في جمع الأردن وسوريا في الجبهة الشرقية وتقرر في عهده استثمار النفط والكبريت استثمارا وطنيا مباشرا .


عبد الرحمن عارف وزوجته فائقة العاني يتوسطهما شاه إيران في زيارة الى طهران
بتاريخ 14 آذار 1967


عبد الرحمن عارف مع الملك حسين في
عمان عام 1967

 هذه التوجهات الثلاثة هي التي سببت تحرك جماعة عبد الرزاق النايف وسعدون غيدان وابراهيم الداوود للتآمر ضد عبد الرحمن عارف وإنهاء عهده في 17 تموز 1968


سعدون غيدان (من اليمين)  مع عبد الرزاق النايف
____________________________

شغل الكاتب عبد الكريم هاني منصب وزير العمل والشؤون الإجتماعية في عهد عبد  السلام وعبد الرحمن عارف . 

عبد الكريم هاني




الصور التي يظهر فيها عبد الرحمن عارف هي من الآرشيف الخاص لإبنه قيس عارف

صورة عبد الرحمن البزاز هي من آرشيف أخيه حسن البزاز